ما هو الفرق بين شاشات الأجهزة الذكية من حيث جودة و المقاسات

قديماً عندما كنا نريد شراء هاتف محمول جديد، كنا نذهب إلى البائع ونختار الهاتف الذي يستطيع الاحتفاظ بأكبر عدد من الأسماء والرسائل، وأحياناً كنا نختار حسب الشكل، أو حتى إمكانية إضافة نغمات مجسمة على الجهاز. كانت تكنولوجيا الهواتف متواضعة ولم يكن الهاتف المحمول سوى “هاتف” لا أكثر ولا أقل، يقوم بعمل مهمته على أكمل وجه ولا تحتاج لإعادة شحنه إلا بعد أيام من استخدامك له.


ومع التطور المتسارع الذي حدث في مجال الهواتف المحمولة أصبحت الهواتف أجهزة شاملة متعددة الوظائف، وأصبحت جزئاً أساسياً من حياتنا اليومية، فبداية بتوسيع الذاكرة الداخلية لإمكانية حفظ وتشغيل ملفات الوسائط المتعددة، والاهتمام بجودة ألوان الشاشة، وإلحاق كاميرا بالهاتف، والكثير من التقنيات التي تم إضافتها تدريجياً لنصل إلى الشكل الحالي للهاتف وهو الهاتف الذكي.

وبما أن الهاتف الذكي لم يعد هو الشكل الوحيد لتطور هذه الصناعة، وظهرت الأجهزة اللوحية والساعات والأساور والنظارات الذكية، وما زال الأمر يتسع أكثر وأكثر ليشمل منتجات جديدة، فأصبح حديثنا عموماً عن “الأجهزة الذكية” وليس الهواتف الذكية فقط. وتلك الأجهزة الذكية تقوم بعدة أعمال كان من الصعب على جهاز واحد عملها مجتمعة منذ سنوات قليلة، وبالتأكيد فإن أكثر هذه الأجهزة قدرة على عمل أشياء كثيرة حالياً هي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، حتى أنها من المتوقع قريباً أن تغنيك عن استخدام الحاسب نهائياً.

وبعد هذا التطور الكبير اختلف سؤالك للبائع عندما تريد شراء جهاز ذكي، بدلاً من السؤال عن عدد الأسماء الممكن حفظها، فتسأل عن المعالج والذاكرة العشوائية والمساحة الداخلية وحجم البطارية وبالطبع جودة الشاشة. وهذا المقال سنخصصه لتوضيح أنواع جودة شاشات الأجهزة الذكية المنتشرة حالياً (سنتحدث عن الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية) لكي تعرف ماذا يعني كل نوع منهم، وسنبدأ معاً بجزء تجميعي لتوضيح جودات الشاشات الأقل من الدقة العالية HD.

جودة الشاشات الأقل من HD

تعتبر الهواتف والأجهزة اللوحية التي تمتلك حالياً شاشات بجودة أقل من HD هي في العادة أجهزة منخفضة أو متوسطة المواصفات، وكل جودة شاشة منهم لها دقة معينة معروفة تمثلها، وهذه هي أهم جودات الشاشات المنتشرة بين هذه الفئة من الأجهزة.
QVGA = 240×320
WQVGA = 240×400
HVGA = 320×480
WVGA = 480×800
qHD = 540×960 (ليست QHD)

ولقد انحصرت معظم شاشات الأجهزة الذكية المنخفضة والمتوسطة المواصفات حالياً في شاشات بجودة HVGA فأعلى، أما جودات الشاشات الأقل من ذلك فمن الصعب تواجدها في الأجيال الجديدة من الأجهزة الذكية.
جودة الشاشات الأعلى من HD

مع دخول شاشات الدقة العالية HD في مجال تصنيع الأجهزة الذكية، فإن الأمر أحدث انتقالاً واضحاً في جودة الشاشة ووضوح الرسوميات، فأصبحت التطبيقات أكثر حيوية وعرض الوسائط المتعددة على الجهاز أضحى تجربة رائعة، وتتميز الهواتف المتوسطة والعالية المواصفات بامتلاكها شاشات HD فما فوق، وأنواع الشاشات الموجودة حتى الآن HD وما فوق ودقتها كالتالي:
HD = 720×1280 (High Definition 720p)
FHD = 1080×1920 (Full HD 1080p)
QHD = 1440×2560 (Quad HD 1440p)

وكما نرى فإنك عندما تقول شاشة بجودة 720p فإنك تعني أنها بجودة HD وذلك لأن هذه التسمية تأخذ الرقم الأقل في دقة الشاشة، وبالمثل بالنسبة للشاشات بجودة 1080p و 1440p، وشركات صناعة الأجهزة الذكية تتجه الآن لتعميم شاشات QHD أجهزتها الرائدة Flagships تمهيداً للانتقال للخطوة القادمة وهي شاشات بجودة UHD أو Ultra HD.

ماذا عن 2K و 4K؟

هناك تسمية أخرى لجودة الشاشة وهي 2K و 4K وكذلك 8K…. فماذا تعني؟ في الواقع إن تلك التسمية والتي انتشرت في الآونة الأخيرة، هي عكس التسمية بنظام 720p وما شابهه، فبينما تقول 1440p للدلالة على جودة QHD ودقة 1440×2560، فإنك من الممكن أن تقول 2K لتدل على نفس الجودة والدقة، ولكن كيف؟

أولاً إن حرف K هو اختصار لكلمة كيلو Kilo، وهي تستخدم للاستعاضة عن رقم ألف 1000، فعندما تقول كيلو جرام فإنك تعني 1000 جرام، وعندما تقول كيلو بايت فإنك تعني 1024 بايت، وعندما تقول كيلو متر فإنك تعني 1000 متر، وابسط مثال لذلك هو استخدام فيسبوك لهذه التسمية لعرض تعداد الإعجابات في الصفحات على تطبيق الأجهزة الذكية، فبدلاً من الطريقة القديمة بكتابة الرقم كاملاً تجده يكتبه بتلك الطريقة التقريبية

إذاً ما معنى 2K في هذه الحالة؟ هي تعني الشطر الثاني من دقة الشاشة QHD، أي أنها بدلاً من أن تشير إلى الرقم الأقل مثل التسمية 1440p فإنها تشير إلى الرقم الأعلى وهو 2560، وكذلك شاشات 4K (UHD) فهي تعني بأن دقة الشاشة سيكون الرقم الأكبر بها 4 آلاف من البيكسلات وستسمى 2160p أيضاً، وكذلك 8K ستكون على نفس النمط.

ملحوظة: هناك شاشات Ultra HD ستكون دقتها 2160×4096 وأيضاً هناك شاشات ستكون دقتها 2160×3860 ومع ذلك فإنها سيجرى تسمية الأثنين 4K لأن هذا النوع من التسمية غير دقيق، وسيتم توضيح هذا التفاوت في الدقة بنفس جودة الشاشة.

نسبة أبعاد الشاشات

لابد أن نضع في اعتبارنا ملاحظة هامة وهي أن دقة الشاشة غير ثابتة، أي أنه ليس معنى أن الشاشة بجودة HD أنها بدقة 720×1280 فقط، لا بل هناك شاشات HD بدقة أخرى مثل معظم شاشات الحواسب المحمولة هذه الأيام وهي 1366×768 أو شاشات بعض الأجهزة اللوحية بدقة 1280×800، كل هذا يندرج ايضاً تحت جودة HD، ولكن الذي يجعل الأمر يختلف بهذا الشكل هو شيء يسمى Display ratio أو نسبة أبعاد الشاشة.

فأغلب الشاشات الحالية نسبة الأبعاد بينها هي 16:9 أو 16:10، بينما هناك شاشات أخرى مثل شاشات أجهزة آيباد ونيكسوس 9 نسبة أبعادها 4:3، وهناك نسب أخرى غير مستخدمة في الأجهزة الذكية إلا قليلاً، ولكن هذا يوضح سبب اختلاف الدقة قليلاً بين بعض الأجهزة التي تمتلك شاشات بنفس الجودة.

وأيضاً لابد من توضيح أن الرقم الخاص بالارتفاع يكون ناحية اليمين، أي أنه إن كان الجهاز عبارة عن هاتف ذكي وشاشته بجودة HD فإن دقته ستكون مثلاً 1280×720 وهذا لأن الهاتف الوضعية الافتراضية له هو الوضع الطولي Portrait، بينما لو أن هناك جهاز لوحي يمتلك نفس الجودة ونفس الدقة والوضعية الافتراضية له هي الوضعية العرضية Landscape فإن الدقة ستكون بهذا الشكل 720×1280.

كثافة البيكسلات

كثافة البيكسلات Pixel Density هي أحد الأمور الهامة التي يجب أن ننتبه إليها عند الاطلاع على مواصفات شاشة جهاز ذكي، وهي تقاس بوحدة بيكسل لكل بوصة ppi، وتعني كمية البيكسلات الموجودة في البوصة الواحدة في الشاشة، وكلما كانت هذه الكمية كبيرة كلما كانت الصورة أكثر وضوحاً ونقاءً.

ولكن يجب أن نضع شيئاً في الاعتبار، أن حجم الشاشة له عامل مهم في كثافة البيكسلات، فمثلاً شاشة هاتف ذكي بحجم 5 بوصة وبجودة HD ستمتلك بالتأكيد كثافة بيكسلات في البوصة الواحدة أكبر من شاشة جهاز لوحي بحجم 10.1 بوصة بنفس الجودة، لأن البيكسلات في حالة الجهاز اللوحي ستوزع على مساحة أكبر، فسيقل عددها داخل البوصة الواحدة.

وفي النهاية أتمنى أن أكون قد أوضحت أهم الفروقات بين شاشات الأجهزة الذكية حتى تكونوا على علم بها عندما تقررون المفاضلة بين الأجهزة التي تودون شرائها، وتختارون الأفضل على هذا الأساس.