بطارية هاتفك تنفد بسرعة؟ إليك السبب الحقيقي الذي لا يخبرك به أحد
لفترة طويلة، كنت أعتقد أن بطارية هاتفي تستنزف بسرعة بسبب قدم الجهاز أو كثرة استخدامي للتطبيقات. لكن عندما قررت فحص أذونات التطبيقات "App Permissions" على هاتفي الأندرويد، اكتشفت شيئاً صادماً: ثلاثة أذونات بسيطة كانت تستهلك نصف عمر بطاريتي دون أن أدري. بعد تعطيلها، تضاعف عمر بطارية هاتفي تقريباً خلال أيام قليلة فقط.
لم أضطر لحذف تطبيقاتي المفضلة أو التضحية بجودة الشاشة أو العيش في وضع توفير الطاقة "Battery Saver" طوال الوقت. كل ما فعلته هو منع التطبيقات من القيام بمهام لا تحتاج إليها أصلاً. هذا التغيير البسيط غيّر تجربتي مع الهاتف بالكامل، ولم أعد مضطراً لحمل شاحن محمول معي في كل مكان.
الإذن الأول: النشاط في الخلفية Background Activity
النشاط في الخلفية "Background Activity" هو أكبر لص صامت لبطارية هاتفك. يسمح نظام أندرويد افتراضياً لجميع التطبيقات المثبتة بالعمل في الخلفية حتى عندما لا تستخدمها. هذه التطبيقات تزامن البيانات مع خوادمها، وتحدّث المحتوى، وتستهلك الطاقة دون توقف.
عندما فحصت قائمة التطبيقات على هاتفي، وجدت أن ألعاباً لم ألعبها منذ أسابيع، وتطبيقات تسوق نادراً ما أستخدمها، كانت تعمل في الخلفية طوال الوقت. بعض هذه التطبيقات كانت تستهلك ما يصل إلى 30% من طاقة البطارية يومياً دون أن أفتحها مرة واحدة.
كيفية تعطيل النشاط في الخلفية
- للأندرويد: افتح "الإعدادات Settings"، ثم اضغط على "التطبيقات Apps"، واختر التطبيق المراد تقييده، ثم اضغط على "استخدام البطارية Battery usage" واختر "مقيّد Restricted"
- للآيفون: اذهب إلى "الإعدادات Settings"، ثم "عام General"، ثم "تحديث التطبيقات في الخلفية Background App Refresh"، وقم بتعطيلها للتطبيقات غير الضرورية
- ركّز على تطبيقات التواصل الاجتماعي، الألعاب، وتطبيقات التسوق التي لا تحتاج للعمل باستمرار
بعد تعطيل النشاط الخلفي لأكثر من 20 تطبيقاً على هاتفي، لاحظت فرقاً واضحاً في أول 24 ساعة. الهاتف لم يعد يسخن عند وضعه في الجيب، واستهلاك البطارية أثناء عدم الاستخدام انخفض بشكل ملحوظ.
الإذن الثاني: خدمات تحديد الموقع Location Services
تحديد الموقع "Location Services" هو واحد من أكثر الأذونات استهلاكاً للطاقة على أي هاتف ذكي. عندما تسمح لتطبيق بالوصول للموقع طوال الوقت "Allow all the time" مع دقة عالية "Precise Location"، فإن هاتفك يستخدم GPS، بلوتوث، واي فاي، والشبكة الخلوية في نفس الوقت لتحديد موقعك بدقة.
المشكلة الحقيقية تكمن في أن العديد من التطبيقات تطلب إذن الوصول للموقع "طوال الوقت" حتى عندما لا تحتاج إليه فعلياً. تطبيقات التواصل الاجتماعي، المتاجر الإلكترونية، وحتى بعض الألعاب تطلب هذا الإذن دون سبب واضح.
الفرق بين الموقع التقريبي والدقيق
| نوع الموقع | التقنيات المستخدمة | استهلاك البطارية | الدقة |
|---|---|---|---|
| الموقع الدقيق Precise Location | GPS + بلوتوث + واي فاي + شبكة خلوية | مرتفع جداً | حتى متر واحد |
| الموقع التقريبي Approximate Location | واي فاي + شبكة خلوية فقط | منخفض نسبياً | عدة كيلومترات |
عندما فحصت أذونات الموقع على هاتفي، وجدت تطبيقات تسوق ووسائل تواصل اجتماعي تستخدم الموقع الدقيق طوال الوقت. قمت بتغيير الإعدادات لهذه التطبيقات: عطّلت الموقع تماماً لتطبيقات التواصل الاجتماعي والتسوق، وغيّرت إعداد تطبيقات الطقس والأخبار لتستخدم الموقع التقريبي فقط.
خطوات تحسين أذونات الموقع
- افتح "الإعدادات Settings" واذهب إلى "الأذونات Permissions" أو "الخصوصية Privacy"
- اختر "الموقع Location" وراجع قائمة التطبيقات
- غيّر الإذن من "السماح دائماً Allow all the time" إلى "أثناء استخدام التطبيق فقط Allow only while using the app" للتطبيقات غير الضرورية
- للتطبيقات التي لا تحتاج للموقع، اختر "عدم السماح Don't allow"
- بالنسبة لتطبيقات الطقس والأخبار، اختر "موقع تقريبي Approximate location" بدلاً من "موقع دقيق Precise location"
النتيجة كانت مذهلة. بعد تطبيق هذه التغييرات، انخفض استهلاك البطارية أثناء النوم من 15% إلى حوالي 5% فقط. لم أفقد أي وظيفة مهمة، وتطبيقات الملاحة مثل خرائط جوجل "Google Maps" ما زالت تعمل بشكل مثالي عندما أفتحها.
الإذن الثالث: البلوتوث والأجهزة القريبة Bluetooth & Nearby Devices
إذن مسح الأجهزة القريبة "Nearby Devices" والبلوتوث "Bluetooth" قد يبدو غير ضار، لكنه في الواقع يستنزف البطارية بشكل مستمر. العديد من التطبيقات تطلب هذا الإذن لأغراض تسويقية أو لجمع بيانات عن الأجهزة المحيطة بك.
التطبيقات التي تستخدم هذا الإذن تقوم بمسح مستمر للأجهزة القريبة عبر البلوتوث، مما يعني أن شريحة البلوتوث في هاتفك تعمل باستمرار حتى عندما لا تستخدم سماعات لاسلكية أو ساعة ذكية. هذا المسح المستمر "Continuous Scanning" يستهلك طاقة كبيرة دون فائدة حقيقية في معظم الحالات.
التطبيقات التي تحتاج فعلاً لإذن البلوتوث
- تطبيقات الساعات الذكية "Smartwatch Apps" والأساور الرياضية "Fitness Trackers"
- تطبيقات السماعات اللاسلكية "Wireless Earbuds" ذات الميزات المتقدمة
- تطبيقات السيارات الذكية "Android Auto" والملاحة داخل السيارة
- تطبيقات الأجهزة المنزلية الذكية "Smart Home Apps"
قمت بمراجعة جميع التطبيقات التي لديها إذن الوصول للبلوتوث والأجهزة القريبة، وقصرت الإذن على التطبيقات الضرورية فقط مثل تطبيق ساعتي الذكية وتطبيق سماعات البلوتوث. باقي التطبيقات، خاصة ألعاب ومتاجر التطبيقات، لا تحتاج هذا الإذن مطلقاً.
اقرا ايضا : ما سبب نفاذ بطارية الهاتف بسرعة .. تعرف على الاسباب و الحلول
تجربتي الشخصية: قبل وبعد
قبل تطبيق هذه التغييرات، كان هاتفي بالكاد يستمر ليوم كامل. كنت أضطر لشحنه مرة أخرى في المساء، وأحياناً كنت أشعر أن الهاتف أصبح أكثر سخونة من المعتاد حتى مع الاستخدام الخفيف. عندما أستيقظ في الصباح، كنت أجد أن البطارية انخفضت بنسبة 15% تقريباً دون استخدام فعلي.
بعد تعطيل الأذونات الثلاثة، تغير كل شيء. أصبح هاتفي يستمر ليوم كامل وأحياناً يوم ونصف بشحنة واحدة. انخفض الاستهلاك الليلي للبطارية إلى 5% فقط، ولم يعد الهاتف يسخن في جيبي. الرسوم البيانية لاستهلاك البطارية "Battery Usage Graph" أصبحت أكثر استقراراً، ولم أعد أحمل شاحن محمول "Power Bank" معي في كل مكان.
نتائج قابلة للقياس
- عمر البطارية "Battery Life" زاد من 10-12 ساعة إلى 20-24 ساعة تقريباً
- الاستهلاك أثناء وضع الخمول "Idle Drain" انخفض بنسبة 70%
- درجة حرارة الهاتف أصبحت أكثر برودة بشكل ملحوظ
- لم أفقد أي وظيفة مهمة أو إشعار "Notification" ضروري
أذونات لم أعطلها (والسبب)
عندما راجعت أذونات التطبيقات على هاتفي، لم يكن هدفي تعطيل كل شيء بشكل عشوائي. بل أردت التركيز على الأذونات التي تسبب سلوكاً خلفياً غير ضروري دون التأثير على وظائف الهاتف الأساسية.
لم أعطل جميع الإشعارات والتنبيهات "Notifications"، لأن ذلك لا معنى له. احتفظت بالإشعارات المهمة من تطبيقات الرسائل، البريد الإلكتروني "Email"، والتطبيقات المصرفية "Banking Apps". قمت فقط بتقليص الإشعارات من التطبيقات التي نادراً ما أستخدمها أو لا أهتم بها.
كذلك لم أعطل الأذونات الأساسية لتطبيقات النظام "System Apps"، لأن ذلك قد يسبب مشاكل في الاستقرار وقد يزيد من استهلاك البطارية بدلاً من تقليله. تطبيقات النظام مثل خدمات جوجل "Google Services"، إعدادات الهاتف، ومدير الملفات "File Manager" تحتاج لأذونات معينة للعمل بكفاءة.
نصائح إضافية لتحسين عمر البطارية
بجانب إدارة الأذونات، هناك خطوات بسيطة أخرى ساعدتني على تحسين عمر البطارية أكثر.
تفعيل ميزة البطارية التكيفية Adaptive Battery
الهواتف الحديثة التي تعمل بنظام أندرويد 9 وما فوق توفر ميزة "البطارية التكيفية Adaptive Battery" التي تتعلم عادات استخدامك وتقلل من استهلاك التطبيقات التي نادراً ما تستخدمها. يمكنك تفعيلها من "الإعدادات Settings" ثم "البطارية Battery" ثم "البطارية التكيفية Adaptive Battery" أو "التفضيلات التكيفية Adaptive Preferences".
استخدام أدوات مراقبة البطارية
تطبيقات مثل AccuBattery وBattery Guru توفر تحليلاً مفصلاً لاستهلاك البطارية على مستوى كل تطبيق. هذه الأدوات تساعدك على تحديد "اللصوص" الحقيقيين للبطارية وتقدم توصيات مخصصة بناءً على استخدامك الفعلي.
تحديث التطبيقات والنظام
تأكد من تحديث هاتفك وتطبيقاتك بانتظام. التحديثات "Updates" غالباً ما تحتوي على تحسينات في استهلاك الطاقة وإصلاحات لمشاكل البطارية. جوجل تعاقب التطبيقات التي تستهلك البطارية بشكل مفرط "Excessive Battery Usage" في متجر بلاي، لذا المطورون يحرصون على تحسين تطبيقاتهم باستمرار.
اقرا ايضا : أخطاء شائعة تدمر بطارية هاتفك : اليك سر الحفاظ عليها لفترة أطول ممكنة
خطوات عملية لتطبيق هذه النصائح الآن
إليك دليل سريع يمكنك اتباعه الآن لتحسين عمر بطارية هاتفك في أقل من 10 دقائق.
- افحص استهلاك البطارية: اذهب إلى "الإعدادات Settings" ثم "البطارية Battery" واضغط على "استخدام البطارية Battery usage" لرؤية التطبيقات الأكثر استهلاكاً
- قيّد النشاط الخلفي: للتطبيقات التي تستهلك طاقة كبيرة، افتح إعدادات التطبيق واختر "مقيّد Restricted" في قسم "استخدام البطارية Battery usage"
- راجع أذونات الموقع: اذهب إلى "الإعدادات Settings" ثم "الخصوصية Privacy" ثم "الموقع Location"، وغيّر الأذونات إلى "أثناء الاستخدام فقط While using the app" أو "موقع تقريبي Approximate"
- عطّل مسح البلوتوث: في "إعدادات الأذونات Permission Settings"، ابحث عن "الأجهزة القريبة Nearby devices" وعطّلها للتطبيقات غير الضرورية
- فعّل البطارية التكيفية: في إعدادات البطارية، شغّل خيار "البطارية التكيفية Adaptive Battery" إن كان متوفراً
ما هي الأذونات الثلاثة التي تستنزف بطارية الهاتف؟
الأذونات الثلاثة الأكثر استهلاكاً للبطارية هي: النشاط في الخلفية "Background Activity"، خدمات تحديد الموقع "Location Services" (خاصة الموقع الدقيق طوال الوقت)، وإذن البلوتوث ومسح الأجهزة القريبة "Bluetooth & Nearby Devices". تعطيل هذه الأذونات للتطبيقات غير الضرورية يمكن أن يضاعف عمر البطارية.
كيف أعرف التطبيقات التي تستهلك بطارية هاتفي؟
اذهب إلى "الإعدادات Settings" ثم "البطارية Battery" ثم اضغط على "استخدام البطارية Battery usage" أو "استهلاك البطارية Battery consumption". ستظهر لك قائمة بالتطبيقات مرتبة حسب الاستهلاك. يمكنك أيضاً استخدام تطبيقات متخصصة مثل AccuBattery أو Battery Guru للحصول على تحليل أكثر تفصيلاً.
هل تعطيل النشاط الخلفي يؤثر على الإشعارات؟
لا، تعطيل النشاط الخلفي "Background Activity" لا يمنع الإشعارات "Notifications" الأساسية. التطبيقات المهمة مثل الرسائل والبريد الإلكتروني ستستمر في إرسال الإشعارات. ما يتم تقييده هو قدرة التطبيق على العمل المستمر في الخلفية لتحديث المحتوى أو مزامنة البيانات دون حاجة فعلية.
ما الفرق بين الموقع الدقيق والموقع التقريبي؟
الموقع الدقيق "Precise Location" يستخدم GPS وبلوتوث وواي فاي معاً لتحديد موقعك بدقة تصل إلى متر واحد، لكنه يستهلك طاقة كبيرة. الموقع التقريبي "Approximate Location" يستخدم فقط واي فاي والشبكة الخلوية ويحدد موقعك ضمن عدة كيلومترات، مع استهلاك أقل بكثير للبطارية.
هل يجب تعطيل جميع الأذونات لجميع التطبيقات؟
لا، يجب أن تكون انتقائياً. بعض التطبيقات تحتاج فعلاً لأذونات معينة لتعمل بشكل صحيح، مثل تطبيقات الملاحة "Navigation Apps" التي تحتاج للموقع الدقيق، أو تطبيقات الساعات الذكية التي تحتاج للبلوتوث. ركز على تعطيل الأذونات غير الضرورية للتطبيقات التي نادراً ما تستخدمها أو لا تحتاج فعلياً لهذه الأذونات.
كم يستغرق ظهور نتائج تحسين عمر البطارية؟
ستلاحظ الفرق خلال 24-48 ساعة من تطبيق هذه التغييرات. البطارية التكيفية "Adaptive Battery" قد تحتاج أسبوعاً أو أسبوعين لتتعلم عادات استخدامك وتحقق أفضل النتائج. في تجربتي، لاحظت تحسناً واضحاً بعد يوم واحد فقط، خاصة في الاستهلاك أثناء النوم.
الخلاصة
بفضل التحسينات في العتاد "Hardware" والبرمجيات "Software"، الهواتف الذكية الحديثة أصبحت فعالة جداً في إدارة الطاقة "Power Management". لكن بعض الأذونات الخبيثة قد تعطل هذه الكفاءة بالكامل. هناك تطبيقات لا تحتاج حتى أن تفتحها لتستنزف بطاريتك، كل ما تحتاجه هو الإذن المناسب.
بإدارة النشاط الخلفي "Background Activity"، الوصول للموقع "Location Access"، ومسح الأجهزة القريبة "Nearby Devices Scanning"، تمكنت من مضاعفة عمر بطارية هاتفي تقريباً دون التضحية بأي وظيفة مهمة. إذا كنت تشعر أن هاتفك لا يستمر طويلاً أو تفكر في استبدال البطارية، لا تتعجل. خصص بعض الوقت لفحص الأذونات على هاتفك وانتبه جيداً لما يُسمح للتطبيقات بفعله. قد تتفاجأ كيف أن تغييرات صغيرة يمكن أن تجعل هاتفك يستمر لفترة أطول بكثير.